فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

(17) {طرائق} جمع طريقة.. انظر الآية (63) من سورة طه.
(18) {ذهاب} مصدر سماعيّ لفعل ذهب الثلاثيّ، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر هو ذهوب بضمّ الذال.
(20) {سيناء} اسم مكان للصحراء المعروفة، وزنه فيعال، فيه إبدال لامه- وهي الياء- همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف زائدة ساكنة.
(20) {الدهن} اسم لعصارة كلّ شيء فيه دسم، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(20) {صبغ} اسم لما يصبغ به الشيء جمعه أصباغ، وزنه فعل بكسر فسكون.
{آكلين}، جمع آكل اسم فاعل من أكل الثلاثيّ، وزنه فاعل والجمع فاعلين، أدغمت الهمزة مع ألف فاعل الساكنة ووضع فوقها مدّة.

.البلاغة:

الاستعارة التصريحية:
في قوله تعالى: {وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ} حيث شبه الإدام من المائعات بالصبغ، ثم حذف المشبه وأبقى المشبه به، بجامع التلون بلونه إذا غمس به.

.الفوائد:

1- التوكيد:
يلاحظ المتبصر في أساليب القرآن أن التوكيد عصب أساسي في أسلوب القرآن الكريم، انظر الآية 18 {وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ}، فقد اشتملت هذه الفقرة على عدد من أدوات التوكيد، أولها: أنّ وثانيتها: تقديم الخبر {عَلى ذَهابٍ} على المبتدأ، وثالثها: حرف الجر الزائد {به}، رابعها: اللام المزحلقة {لقادرون}. ويمكننا أن نقول بمثل ذلك في قوله تعالى: {إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً} فيها ثلاث مؤكدات. ومثل ذلك كثير في القرآن الكريم، لدى من يرصد ظاهره. وتعليل ذلك يختلف باختلاف السور ومواضيعها. ولعل من أول هذه الأسباب: تعنت المشركين المنافقين وأهل الكتاب الذين كانوا موضوع هذه الخطابات، ومنه أيضا قوة الحجة عليهم، وإقامتها لديهم، من قبله تعالى. فهل من مدكر؟!
2- {طور سيناء} هو طور سينين نفسه:
وهو، إما أن يكون مركبا إضافيا، كامرئ القيس، بعلبك، وهو ممنوع من الصرف.
وإما أن يكون {طور} اسم الجبل، وقد أضيف إلى بقعة اسمها {سيناء}، وهي معروفة بصحراء سيناء، وهي امتداد لفلسطين حتى قناة السويس، وهي صحراء التيه التي تاه بها قوم موسى أربعين سنة، وأمّا الشجرة، فهي شجرة الزيتون، لأنها اشتهرت زراعتها في هذه المنطقة من بلاد الشام.

. [سورة المؤمنون: آية 23].

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحًا إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (23)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {لقد أرسلنا نوحا} مرّ إعراب نظيرها، {إلى قومه} متعلّق بـ {أرسلنا}، الفاء عاطفة {يا قوم} أداة نداء ومنادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و الياء مضاف إليه ما نافية مهملة {لكم} متعلّق بخبر مقدّم {إله} مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر {غيره} نعت لإله تبع محلّه فرفع الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الفاء عاطفة.
جملة: {أرسلنا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: {قال} لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: {النداء وجوابه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {اعبدوا} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {ما لكم من إله} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: {تتّقون} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أعصيتم فلا تتّقون.

. [سورة المؤمنون: الآيات 24- 25].

{فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (24) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة {الذين} موصول في محلّ رفع نعت للملأ {من قومه} متعلّق بحال من فاعل كفروا ما نافية مهملة {إلّا} للحصر {بشر} خبر المبتدأ {هذا} {مثلكم} نعت لبشر مرفوع {عليكم} متعلّق بـ {يتفضّل}.
والمصدر المؤوّل أن يتفضّل في محل نصب مفعول به عامله يريد.
الواو عاطفة اللام واقعة في جواب لو {بهذا} متعلّق بـ {سمعنا}، {في آبائنا} متعلّق بـ {سمعنا} بحذف مضاف أي في أخبار آبائنا.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {ما هذا إلّا بشر} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يريد} في محلّ نصب حال من بشر.
وجملة: {يتفضّل} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {لو شاء اللّه} في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
وجملة: {أنزل} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {ما سمعنا} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
25- إن نافية {إلّا} للحصر {رجل} خبر للمبتدأ {هو}، {به} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {جنّة}، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {به} متعلّق بـ {تربّصوا}، وكذلك {حتّى حين}.
وجملة: {إن هو إلّا رجل} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {به جنّة} في محلّ رفع نعت لرجل.
وجملة: {تربّصوا} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردتم معرفة حقيقته فتربّصوا.

. [سورة المؤمنون: آية 26].

{قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (26)}.

.الإعراب:

{ربّ} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و الياء المحذوفة مضاف إليه ما حرف مصدريّ و النون للوقاية.. و الياء المحذوفة مفعول به.
والمصدر المؤوّل {ما كذّبون} في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ {انصرني}، و الباء سببيّة.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ربّ انصرني} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {انصرني} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {كذّبون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما.

. [سورة المؤمنون: آية 27].

{فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27)}.

.الإعراب:

الفاء عاطفة {إليه} متعلّق بـ {أوحينا}، {أن} تفسيريّة {بأعيننا} متعلّق بحال من فاعل اصنع و الباء للملابسة، و الفاء في {فاسلك} رابطة لجواب الشرط {فيها} متعلّق بـ {اسلك} بتضمينه معنى أدخل {من كلّ} متعلّق بـ {اسلك}، {اثنين} مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء {إلّا} للاستثناء من موصول في محلّ نصب مستثنى بإلّا {عليه} متعلّق بـ {سبق}، {منهم} حال من الضمير في {عليه}، {لا} ناهية جازمة {في الذين} متعلّق بـ {تخاطبني} بحذف مضاف أي في أمر الذين.
جملة: {أوحينا} لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
وجملة: {اصنع} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {جاء أمرنا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {فار التنّور} في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاء أمرنا.
وجملة: {اسلك} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {سبق عليه القول} لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: {لا تخاطبني} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: {ظلموا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {إنّهم مغرقون} لا محلّ لها تعليليّة.

.الفوائد:

{فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ}:
لعلها المرة الثالثة، نشير فيها إلى مواطن أن التفسيرية، وهي التي تقع بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه. فالفعل أوحى فيه معنى القول، وليس فيه حرف من حروفه.
وتكفي هذه الإشارة لتدفع القارئ لمعاودة هذا البحث في مظانه.

. [سورة المؤمنون: الآيات 28- 29].

{فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29)}.

.الإعراب:

الفاء عاطفة أنت ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل التاء الواو عاطفة من اسم موصول في محل رفع معطوف على الضمير فاعل استويت معك ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من على الفلك متعلّق بـ استويت، الفاء رابطة لجواب الشرط للّه متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ الحمد، الذي اسم موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة من القوم متعلّق بـ نجّانا.
جملة: {استويت} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قل} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {الحمد للّه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {نجّانا} لا محلّ لها صلة الموصول الذي.
29- الواو عاطفة ربّ أنزلني مثل ربّ انصرني، منزلا مفعول به منصوب، الواو حاليّة.
وجملة: {قل} لا محلّ لها معطوفة على جملة قل الأولى.
وجملة: النداء وجوابه... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أنزلني} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أنت خير} في محلّ نصب حال من فاعل أنزلني.

.الفوائد:

- قصة نوح:
سوف نجتزئ الجزء الأخير من هذه القصة، وندع كاملها إلى موطن آخر.
{فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا} لما رأى أن اللّه قد حقت كلمته، وقضى وحيه، أنه لن يؤمن به أحد بعد، وأنه قد طبع على قلوبهم، ووضعت عليها الأقفال، فلم يعودوا يخضعون لبرهان، أو يذعنون إلى إيمان، قال: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأرض مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِرًا كَفَّارًا}.
فاستجاب اللّه دعاءه وأوحى إليه: ان {اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} فاتخذ مكانا قصيا عن المدينة، وراح يعدّ الألواح والمسامير، ولكن لم ينج من سخرية القوم واستهزائهم.
قال بعضهم: إنك يا نوح كنت تزعم، قبل اليوم، أنك نبي ورسول، فكيف أصبحت اليوم نجارا وقال غيرهم: ما بالك تصنع السفينة بعيدة عن البحار والأنهار. ولكنه أعرض عن استهزائهم ولغوهم.
فأوحى إليه اللّه: إذا جاء أمرنا، وظهرت آياتنا، فاعمد إلى سفينتك، وخذ من آمن من قومك وأهلك، واحمل معك من كل زوجين اثنين، حتى يبلغ أمر اللّه.
وفتحت أبواب السماء بالماء، وتفجرت عيون الأرض، وبلغ السيل الزبى، ثم جاوز القيعان والربا، فهرع نوح إلى السفينة، وحمل ما أمر اللّه بحمله من الإنسان والحيوان والنبات، وسارت باسم اللّه مجراها ومرساها.
سارت السفينة في ريح رخاء، والأمواج تفتح بين طياتها للكافرين قبورا، والزبد يخيط لهم أكفانا، يغالبون الموت والموت يغلبهم، ويصارعون الموج ولكن الموج يصرعهم، حتى طوتهم الأمواج طي السر في الفؤاد. هذا فصل من فصول قصة نوح نقلناه إليك، كما ورد في المطولات وقصص القرآن، وسنعود لسيرة نوح، في مواطن أخرى من هذا الكتاب بعونه تعالى.
2- {هيهات} فيها لغات كثيرة العدّ: وقد اشتهرت بفتح التاء على البناء، وهي لغة الحجازيين، وفيها هيهاتا وهيهات وهيهات بالكسر والتنوين ثم الثلاثة بدون تنوين ثم بسكون التاء. ويجوز إبدال الهمزة من الهاء الأولى في سائر اللغات المذكورة.
ويقع الاسم بعدها مرفوعا بها، كما يرتفع بالفعل، لأنها جارية مجراه، فاقتضت فاعلا قال جرير:
فهيهات هيهات العقيق ومن به ** وهيهات خلّ بالعقيق نواصله